هديل مرزوق العازمي

التعليم المدمج



إن إدخال التكنولوجيا الجديدة لعملية التعليم والتعلم هي التي قدمت التعلم المدمج للعامة ومصطلح " التعلم المدمج " استخدم كرد فعل ضد الافراط الغير ملائم في استخدام التكنولوجيا، ويعتبر الدمج شكلا من أشكال الفنون التي يلجأ إليها المعلم للجمع بين المصادر والأنشطة المختلفة في نطاق بيئات التعلم التي تمكن المتعلم من التفاعل وبناء الأفكار.

وتقوم فكرة هذه المدونة على تكامل المعرفة حول كل ما يتعلق بالتعلم المدمج في إطار نظري يشمل التعريفات والأهمية وأيضا الدراسات السابقة ونماذج تطبيقه في بيئة تعليمية هادفة.

تعريف التعلم المدمج


عرف الفقي (2011) التعلم المدمج على أنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين عدة طرق تقديم مثل التعلم التعاوني ومقررات عبر الويب ونظم دعم الأداء الإلكترونية وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه والتعلم الإلكتروني الحي.

كما عرفه ايضا على أنه “مزج من التدريب التقليدي الموجه بالمعلم والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت والدراسة ذات الخطو الذاتي غير المتزامنة”.

التعلّم المدمج هو أسلوب تدريسي يزاوج بين توظيف تكنولوجيا الحاسوب والانترنت على وجه الخصوص، والأساليب الاعتيادية التي ألفها المدرّسون، ففي هذا النوع من التعلّم يتمكن المتعلّم من إعادة ما شرح له في اللقاء الصفي والتأمل في تعلّمه الذاتي بما يتناسب مع قدراته.



أهمية التعلم المدمج

ان أهم مميزات التعليم المدمج تتمثل في التالي : 
  •  خفض نفقات التعليم بشكل هائل بالمقارنة بالتعليم الإلكتروني وحده. 
  •  تمكين المتعلمين من الحصول  على متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم وجها لوجه، ومن ثم تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم، وبين المتعلمين والمعلم. 
  • تلبية الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى  المتعلمين باختلاف مستوياتهم، وأعمارهم، وأوقاتهم. 
  • الاستفادة من التقدم التقني في التصميم، والتنفيذ، والاستخدام. 
  • إثراء المعرفة الإنسانية، ورفع جودة العملية التعليمية، وجودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين. 
  • التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات؛ للاستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم المختلفة. 
  • صعوبة تدريس كثير من الموضوعات العلمية إلكترونية فقط، واستخدام التعليم المدمج يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات. 
  • توفير التدريب في بيئة العمل أو الدراسة. 
  • يستخدم التعليم المدمج حد أدنى من الجهد والموارد؛ لكسب أكبر قدر من النتائج. 
  • بمقدور المتعلم أن يكتسب المعرفة بقدر ما يملك من مهارات وما يحتاج إليه. 
  • يستطيع المتعلم في حال عدم تمكنه من حضور الدرس أن يتعلم ما تعلمه زملاؤه دون أن يتأخر عنهم، وهو مفيد للمتعلمين الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما أنه مفيد لسريعي التعلم في الحصول على عدد أكبر من المعلومات .


التحديات والصعوبات التي تواجه التعلم المدمج

لقد أشارت دراسة بانك وجراهام ( bank , graham , 2004 ) الى أن هناك ست صعوبات تواجه أسلوب التعلم المدمج , وهي : 
  1. أهمية التفاعل الحي
  2. أهمية اخيارات المتعلم / الضبط الذاتي  : من حيث هل سيقوم الطلبة باختيار أنواع الدمج المختلفة
  3. نماذج للدعم والتدريب : هناك عدة قضايا تتعلق بالدعم والتدريب في بيئات التعلم منها : زيادة الطلب على وقت المدرس، ووجوب تزويد المتعلمين بالمهارات التقنية اللازمة للنجاح في كل من التعلم التقليدي والتعلم عبر الانترنت، تغير الثقافة التنظيمية لقبول وجهات نظر التعلم المدمج، والتطوير المحترف للمدرسين.
  4. الفجوة الرقمية في تكنلوجيا المعلومات والاتصالات بين سكان العالم، فالتعلم المدمج يجب ان يوزع على مستوى العالم والفجوة الرقمية تمنع ذلك.
  5. التكيف الثقافي: حيث ان التعلم المدمج في الغالب يوضع كي يراعي حاجات الطلبة في المجتمع المحلي وليس العالمي.
  6. التوازن بين الابداع والانتاج. 



نماذج التعلم المدمج 

نماذج التناوب يتناوب الطلاب بناء على جدول محدد للدراسة بوسيله او طريقه معينه الى الدراسة بوسيله او طريقه أخرى ، محطات التناوب عباره عن طلاب يتعلمون بمجموعه صغيره او مجموعه عن بعد او مشاريع تشاركية ومجموعة أخرى ارشاد ذاتي وغيرها، في الأقل واحدة من المحطات تكون الدراسة فيها عبر الانترنت .
نموذج التناوب أربعة أنواع :
  1. نموذج محطة التناوب يتناوب الطلاب خلال محطات محددة في قاعة الدراسة واحدة منها في الأقل عن بعد.
  2. نموذج التناول المعملي يشبه نموذج محطة التناوب عدا أنه يحدث في المختبر ويتطلب أجهزة حواسيب ومعلم مساعد. 
  3. نموذج الصف المقلوب دراسة منزليه عن بعد بدلا من حل الواجبات، وارشاد وتغذية راجعة في قاعة الدراسة.
  4. نموذج التناوب الفردي يتناوب الطلاب خلال محطات ولكن بناء على جداول فردية وضعها المعلم، قد لا يتناوب الطلاب على جميع المحطات سوى ما حدده المعلم.

في الختام، هذا ملخص بسيط عن التعليم المدمج وفي حال تطرقنا للتعمق في قراءته فسنجد انه امر مريح ومفيد للطالب والمعلم بغض النظر عن سلبياته، وفي أزمة كورونا تطرقت بعض الجامعات والهيئات التدريسية الى اختيار التعلم المدمج في حال اختارت الأخرى التعليم عن بعد، بالنسبة لي التعليم المدمج أفضل من التعليم عن بعد حيث انه يضمن حق الطالب وضمير المعلم في ايصال المعلومات بشكل صحيح على عكس التعليم عن بعد فهناك دراسات تتطلب حضور الطالب وتطبيق المعلم في الحياه الواقعية ولا يستطيع المعلم شرحها عن بعد ولا يستطيع الطالب فهمها ، سبب اختياري لهذا الموضوع هو انه الحل الأمثل للأزمات والطوارئ التي حدثت وممكن ان تحدث في المستقبل ويجب تسليط الاضواء عليها واختيارها بدلا من الحلول الأخرى، شكرا لقراءتكم .


المراجع:

  • كتاب التعليم المدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الالكتروني للدكتور مفيد أحمد أبو موسى والدكتور سمير عبدالسلام الصوص.
  • مقال أستاذ التعليم والتصميم التعليمي أ.د. بدر بن عبدالله الصالح http://dr-alsaleh.com/wp-content/uploads/powerpoint/1108.pdf
  • كتاب الفقي 2011م

تعليقات

إرسال تعليق